جامع الزيتونة في تونس شاهدا على التاريخ منذ قرون.

0 35

يحتل جامع الزيتونة الأقدم في تونس وإفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان مكانة خاصة لأهميته الدينية والعلمية في تاريخ الإسلام, ويتصدر جامع الزيتونة مدخل المدينة من جهة منطقة القصبة حيث يقع على ربوة تطل على المدينة العتيقة بأكملها ويتميز ببناءه وحسن زخارفه .

 

 

يحتل جامع الزيتونة الأقدم في تونس وإفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان مكانة خاصة لأهميته الدينية والعلمية في تاريخ الإسلام, ويتصدر جامع الزيتونة مدخل المدينة من جهة منطقة القصبة حيث يقع على ربوة تطل على المدينة العتيقة بأكملها ويتميز ببناءه وحسن زخرفته .

ويعود تشييد جامع الزيتونة الى عبيد الله بن الحباب وهشام بن عبدالملك الأموي, كما ينسب أيضا الى حسان بن نعمان فاتح تونس وقرطاجة, حيث صدر الأمر ببنائه لأول مرة سنة 79 للهجرة, وتعود تسمية جامع الزيتونة نسبة الى شجرة زيتون كانت قريبة من الجامع عند بناءه فأخذ إسمها .

ويعتبر جامع الزيتونة القلب النابض لشمال إفريقيا وأحد المنارات التاريخية فيها, حيث يعد صرح علمي اسلامي فتح ابوابه للدارسيين والباحثيين في اللغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة .

وقد بني هذا الجامع بمواصفات فريدة إذ أنه ظل ولمدة قرون محور إهتمام الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا على تونس، وتعتبر قبة الجامع رائعة من روائع الفن التونسي بل إن المعمار كله يعد متحفا للفنون القديمة فقد تم إحصاء ما لا يقل عن 400 قطعة رومانية وبيزنطية من أثار قرطاج أعيد إستعمالها في المعلم.

فالأقواس والأعمدة وتيجان المرمر المتعددة في الجامع تعود أغلبيتها إلى العهد الروماني، ومن العناصر الجمالية التي يتميز بها الجامع أيضا, المئذنة وفخامتها وإرتفاعها الذي يصل إلى ما يقارب 42 مترا, بالإضافة الى منبر الجامع الذي يعد من روائع الفن الإسلامي وتحفه الثمينة النادرة, كما يتميز بزخرفة فريدة تقوم على تناوب اللونين الأبيض والرمادي في كتل الحجارة .

ويتسع جامع الزيتونة لآلاف المصليين, وهو أول جامعة إسلامية يدرس فيه حوالي سبعة آلاف طالب, ولم يكن المعمار وجماليته الإستثناء الذي تمتع به الجامع, بل شكل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي, إذ إتخذ مفهوم الجامعة منذ تأسيسه وتثبيت مكانته كمركز للتدريس, و تخرج من جامع الزيتونة عدد كبير من الفقهاء التونسيين والعرب منهم المؤرخ ابن خلدون .

مرت الآن حوالي 1300سنة على قيام جامع الزيتونة الذي شهد منذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة, بدأت من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين, وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري, لذلك حافظ هذا الجامع بإستمرار على رونقه في قلب كل المناسبات ليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون.

 

 لتحميل التقرير هنا

قد يعجبك ايضا
اترك رد