تونس –فن الفسيفساء إرث تناقلته الأجيال التونسية وطوعته ليواكب العصر
المكان: تونس- تونس
اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:05:28
الصوت: طبيعي
المصدر: مكتب وكالة A24 في تونس
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 02/ 06/2022
المقدمة
يعد فن الفسيفساء من أقدم الحرف العالمية، إذ لا تكاد تخلو حضارة من وجود لوحات تخلّد أهم الأحداث التي واكبتها. وأبدع القرطاجيون والرومانيون خلال فترة وجودهم في تونس بهذا الفن، وتركوا إرثا حضاريا تشهد عليه متاحفها التي تضمّ أكبر مجموعة فسيفساء في العالم. وكانت الفسيفساء التي تزين جدران واجهات البيوت القديمة علامة تشير إلى المستوى الاجتماعي لأصحاب تلك البيوت. وتتطلب حرفة وفن الفسيفساء الكثير من الصبر والوقت. وفي إصرار على المحافظة على هذا التراث، وتوارثه جيلا بعد آخر، حرص بعض التونسيين على تعلم هذا الفن وتعليمه لأولادهم وأحفادهم، وفي سبيل ضمان ديمومته لجأ أولئك الحرفيون إلى تطوير هذا الفن، وتطويعه ومواءمته مع روح العصر، كي يحافظ على مكانته اليوم.
لائحة المشاهد:
مقابلة (إبراهيم الزين-حرفي فسيفساء):
“من أقدم الحرف أو المهن البشرية وخاصة في الشرق الأوسط، وبعد ذلك انتشرت في العالم بالفتوحات حتى وصلت إلى الرومان وعندما كانوا في تونس ازدهرت معهم وليس هم من اخترعوها، وكان ملوكهم ودواوينهم وهكذا يصنعون بلاطهم وأراضيهم من الفسيفساء، وكان هناك نوع من الفسيفساء التي توضع في واجهة البيوت، وهي رمز للمنزل، فيعرفون بها من أي طبقة كانوا، وكانت دائما حكرا على الطبقة الراقية، وبقيت راقية إلى اليوم”.
مقابلة (إبراهيم الزين-حرفي فسيفساء):
” كل فنّ أو كل حرفة قاعدتها الأساسية في حرفين وهي الحب، فإما أن تحب أو لا، وإذا أحببتها فانتهى الأمر، فالفسيفساء إذا أحببتها أحبتك، فكما ترون الحجارة والرخام قوية ولكن لتطويعها فيجب أن تحبها عقلا وبيديك”.
مقابلة (إبراهيم الزين-حرفي فسيفساء ):
“طوّرتُ فن الفسيفساء على مدى عشر سنوات إلى فسيفساء سميتها بالعصرية، وهي ليست مجرد كلمة اعتباطية بل هي لتواكب العصر الذي نعيشه، الفسيفساء ليست مجرد تقليد، لما صنعه الرومانيون، فأنا ضد هذا المبدأ. فاليوم إذا أردت بيع قطعة يجب أن تكون للاستعمال وتكون هدية، ويجب أن تكون قطعة مميزة، كأن تكتب اسم الشخص، وتكون باللون، الذي يريده، وطورتها أيضا من ناحية الأثاث المنزلي، واذا أردت صناعة أي قطعة وابتكار جديد تفكر فيها أولا، ثم ترسمها، وتحضر موادك الأولية، وسترون عملية القطع، وتركيبها، وهكذا دواليك، فهي تتطلب الكثير من الوقت”.
مقابلة (إبراهيم الزين-حرفي فسيفساء):
” سألوني كيف تأتيك هذه الأفكار، وأعيد دائما نفس جوابي منذ عشر سنوات، فأنا صدفة ولدت في باب المنارة في قلب المدينة العتيقة، في منزل عتيق، فيه بئر وعواميد قديمة، وتلك الأجواء العربية التونسية وفي ذلك العمر خمس أو ست سنوات ترى من الصباح من يشتغل في الجلد، ومن يشتغل النحاس، وأيضا الذهب والفضة والجبة، وترى الألوان، وتتشبع بكل تلك الألوان، وعقلك يبدأ العمل والتنسيق”.
مقابلة (إبراهيم الزين-حرفي فسيفساء):
” أؤكد لك أنه منذ الثورة على ما أعتقد سبعين أو ثمانين في المئة، من حرفيي الفسيفساء أغلقوا أبوابهم طبعا ليس لدي الرقم الرسمي ولكن هناك أماكن كنت أعرفها فيها ما بين ثلاثين وأربعين حرفيا اليوم لا يوجد فيها سوى حرفيين وثلاثة، فنحن لم نحتفظ بهويتنا، فالفسيفساء هذه هي تاريخ وهي ثقافة بلاد، يجب أن لا تخرج من هنا أو تندثر”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.