تونس- آخر حرفيي المسابح في تونس يكافح للحفاظ على صنعته
المكان: تونس-تونس
اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:04:36
الصوت: طبيعي
المصدر وكالة A24
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 23/01/2022
المقدمة:
ازدهرت صناعة المسابح في بلاد المغرب العربي على امتداد قرون طويلة وترافقت مع الحضور الصوفي، وانتشار مراقد ومقامات الأولياء الصالحين، الذين شكل أتباعهم ومريدوهم أكبر مستهلك لها. أما الآن فقد اختلف الوضع، وأصبحت المسابح تُنتجُ في المصانع، كما أن الإقبال عليها تراجع. ومع ذلك فالحبيب الجوابي، وهو على مشارف عقده الثامن، ما زال يكابد من أجل المحافظة على حرفته، التي باتت نادرة، فعلمها لابنه، وتعد ورشته آخر معاقل صناعة المسابح في تونس
لائحة المشاهد:
مقابلة (محمد الحبيب الجوابي-حرفي صناعة المسابح):
“أنا بدأت سنة 1950 والصناعة لم يعلمها لي أحد، بل تعلمتها لوحدي، عندما راقبت أحدهم في السوق أثناء عمله، ومن ثم بدأتها، وتعلمت كل شي، لكنني قد تعبت فيها قليلا. هي عشق وأنا أعمل لحبي لها، وليس من أجل المال، فالمسبحة بـ10دينارات أو 15 دينار وهذه لا تعتبر نقودا في هذا الوقت، لكنها عشق والحمد لله كل شيء بخير”.
مقابلة (محمد الحبيب الجوابي-حرفي صناعة المسابح):
” من يتتبع طريق المال لا يستطيع تعلم الصنعة، فالحرفة إذا كنت عاشقا لها تعلمت، وإن لم تحبها فلا شيء سيحدث.. والآن قبل أن يدخل الورشة يسألك كم ستدفع لي، وهل سيدفع لي الضمان الاجتماعي، لكن ماذا يعلم هو من الحرفة، حتى أدفع للضمان، فهو ما زال في الشارع ومن أول يوم يبدأ في طلباته. نحن تعلمناها بلا نقود، وكنا نصرف من أموالنا، وليس فقط في حرفتي، ففي كل حرفة يديوية سيأتي يوم ولن تجد من يركب قفلا للباب، لأن الشاب الذي يأتي ليتعلم من اليوم الأول يطالب بالضمان الاجتماعي، وكم الأجر، وهو لا يعرف شيئا”.
مقابلة (محمد الحبيب الجوابي-حرفي صناعة المسابح):
” الحرفيون يأتونني من العالم كله من كندا ومن فرنسا ومن المغرب والجزائر وأكثرهم من الجزائر، وابني هذا قد علمته مثل كل أولادي الثلاثة، كان يدرس ثم يجلس معي هنا حتى تعلم”.
مقابلة (معز الجوابي حرفي صناعة مسابح وابن العم الحبيب):
“أُغرمت بها، وأصبحت لا أستطيع البقاء دونها، فإن لم آتي إلى العمل صباحا، أشعر بأنني لم أفعل شيئا، وحتى أي عمل آخر لم يعد يعني لي شيئا، فهي لم تعد مسألة أموال، وأيضا لم يعد هناك من يمارس هذه الحرفة، فبعد أبي وبعدي أنا لن تجد أي حرفي.. فالجيل الجديد لا يريد تعلمها، فهم يحسبون الأمر مالا وليس صنعة أو عشق”.
– مقابلة (معز الجوابي حرفي صناعة مسابح وابن العم الحبيب):
“المسبحة هناك من العظام عظام (الهرقمة)، أي عظام البقر، وهناك العناب، وهناك الزيتون، وهناك من خشب رائحته فواحة، وهو السرداوي، وهناك العنبر، وهناك العديد من الأنواع الأخرى، والعناب فيه الكثير من الأنواع لوحده، وهناك أيضا من اليبنوز. أما أكثر الأنواع المطلوب فهو العنابي، وحتى في سعره فهو محبب، أما بقية الأنواع فغالية، وخاصة بعد الثورة، ومن الممكن بسبب إغلاق الحدود، فالخشب لم يعد يأتينا مثل العادة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.