تونس – هجرة الكفاءات التونسية ….نزيف يفقد الدولة ثروتها البشرية

10

المكان: العاصمة تونس-تونس

اللغة: العربية

مدة التقرير: 00:05:54

الصوت: طبيعي

المصدر: مكتب وكالة A24 في تونس

الاستخدام: مشتركو وكالة A24

تاريخ تصوير المادة: 18/ 10/ 2022

المقدمة

تشكل ظاهرة هجرة الكفاءات التونسية من الشباب الحاصلين على شهادات علمية عالية ومن الأساتذة الجامعيين نزيفا حقيقيا للثروة البشرية في تونس، إذ شبهها مختصون بالنزيف الذي سيهدم أسس الدولة إن لم يتم معالجة أسبابها والتصدي لها.

وأشارت دراسات أجريت مؤخرا إلى توقعات بمزيد من ارتفاع هجرة الكفاءات أو الأدمغة وخاصة باختصاصات الهندسة الرقمية والطب ، الأمر الذي سيؤدي إلى تراجع الخدمات الحكومية باعتبار أن معظم القطاعات تشكو من نقص بكوادها  مثل القطاع الطبي.

وعزا مختصون وخريجو جامعات الأسباب التي تدفع الكفاءات لمغادرة تونس إلى عوامل عديدة كضعف مستوى الأجور، وانتشار البطالة ، بالإضافة إلى نقص مجالات التكوين والبحوث والظروف المهنية التي أصبحت لا تتلاءم مع مؤهلاتهم وطموحاتهم، تلك العوامل ساهمت جميعها بأن تشكل الهجرة النظامية للأطباء والمهندسين والتقنيين والأساتذة الجامعيين حلما يراود الكثير منهم .

لائحة المشاهد

مقابلة (وائل التارزي- تونسي مقيم بإيطاليا)

“أحببت تونس وأردت خدمتها ،ولكن بعد تخرجي من الجامعة وبعد دراستي لسنوات في الاستاذية وشهادة الدراسات العليا الأولى وبدأت الثانية وبعد نشاطي في المجتمع المدني وهذا ما فتح عينايا على واقع الوضع التونسي، وأصبحت أنا وغيري وغيري من شبان تونس الذين تعلموا وواعون قررنا الهجرة عن البلاد التونسية التي وصل فيها نوعا ما لمستوى كان من الممكن ان يفيد به البلاد ولكن بلاده قالت له اذهب وهاجر فلن أعطيك الاحترام ،فنحن كشباب نبحث عن الاحترام قبل كل شيء،وبالوقت فهمت أن تونس كأرض جميلة جداً ويحسدوننا عليها ،ولكن لكي تستطيع الحياة فيها مرتاحاً يجب ان تملك قدرا من النفوذ فقط “

مقابلة (خالد – طالب في ال23 يحلم بمغادرة البلاد)

“لم يعد هناك شيء يشجعك ويطمئنك لكي تكمل مستقبلك هنا أولا ،وأيضا ان تدري وتدرس وفي النهاية تجد نفسك إما عاطلاً عن العمل أو تعمل ب10 دنانير أو 15 دينار تونسي (3  أو 4.5 دولار) ، ويتم استغلالك وهذا الشيء الثاني أي إنك خسرت نصف عمرك في الدراسة”

مقابلة (وليد موظف – 37 عاما  ورب عائلة)

“نعم أفكر في الهجرة جدياً وذلك لكي أستطيع تحسين المعيشة وايضا فرغم العمل هنا والحمد لله إلا ان الاجر مقابل غلاء المعيشة وعدة ظروف أخرى في تونس فلم نعد نستطيع المواكبة والعيش”

مقابلة ( رمضان بن عمر – المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية)

” هي أولا تونس تعد الدولة الثانية عربيا من ناحية هجرة الكفاءات بعد سوريا التي نعرف الظروف وأزمتها المرتبطة بالحرب، ولكن تونس أيضاً تمر بأزمة ليست بعيدة جداً هي أزمة مركبة تدفع الآلاف من الكفاءات إلى الهجرة وهذه الكفاءات تصرف عليها المجموعة الوطنية ،باعتبار ان تكلفة تكوينها وتكلفة وصولها لهذا المستوى العلمي والتقني فهذا يستنزف المجموعة الوطنية ،خاصة ان تونس راهنت دائما على رأس المال البشري ،وهذه الظاهرة ربما تشكل في المرحلة المقبلة نزيفا كبيراً خاصة مع تراجع الخدمات  العمومية باعتبار ان عديد القطاعات تشكو نقائص مثل الإطار الطبي”

مقابلة (نزار بن صالح-  الكاتب العام لجامعة التعليم العالي التابعة لاتحاد الشغل)

” اليوم لدينا في الوكالة التونسية للتعاون الفني (وكالة وطنية مسؤولة عن التعاون مع البلدان الأخرى وتوفير فرص عمل في إطار الشراكة مع تلك البلدان) لدينا 2014 مدرس تعليم عالي مسجلون في حالة الالحاق بالوكالة ومنهم 1811 تتراوح رتبهم بين أستاذ مساعد وأستاذ محاضر وأستاذ تعليم عالي، أي أن الدرجة العلمية والدكتوراه والدكتوراه والتأهيل الجامعي أي أنهم زبدة المنظومة العمومية للتعليم العالي والبحث العلمي، في مرحلة من المراحل التجأوا إلى الهجرة وهذه أرقام نعتبرها مفزعة ونعتبر أنها تمثل نزيفا خطيراً على منظومتنا ونتساءل هل قدر الجامعي في تونس أنه لا يستطيع الجمع بين عيش كريم واستقرار في وطن ؟ وثانيا بالنسبة لمن لم يهاجروا فهم يعانون ويجب على الدولة الالتفات إليهم ،فهم قبلوا البقاء وهم جبلوا على التضحية وعلى الوطنية ،ولكنهم يعانون بفخر واعتزاز ويؤمنون ان لديهم مهمة نبيلة يقومون بها فكاد المعلم أن يكون رسول ، وهذه أمانة نقوم بها ولم نتخلى عنها ولكن آن الأوان أن دولتنا تقدم لنا شيئا غير الخطابات “

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.