تونس- جامع الزيتونة في تونس رمز وطني ومنارة علم تاريخية
المكان: تونس-تونس
اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:04:53
الصوت: طبيعي
المصدر وكالة A24
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 22/05/2022
المقدمة
يعد جامع الزيتونة المسجد الرئيسي الأكبر في تونس العاصمة، وثاني أقدم مسجد فيها بعد جامع عقبة بن نافع. تأسس عام 698م (79 هـ)، بأمر من حسان بن النعمان، وأتمه عبيد الله بن الحبحاب في 732 م. يسمى بالجامع الأعظم لأن صيته تجاوز الحدود المحلية ليصل إلى بقاع مختلفة في العالم، وهو أول جامعة تأسست في العالم، وأقبل عليه الناس للدراسة والتحصيل العلمي، وأنجب ثلة من العلماء خاصة علماء الشريعة، وفي علوم أخرى أيضا، فمنه تخرج عالم الاجتماع ابن خلدون. وفي العصر الحديث، كان للجامع ارتباط عضوي بتاريخ البلاد، فالحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي نشأت فيه، وقاد المقاومة الثقافية للتجنيس والفرنسة، ومن هذا الجامع أيضا جرى إصدار أولى المجلات في الصحافة التونسية، مثل المجلة الزيتونية في الثلاثينيات، وقبلها مجلة الحاضرة آخر القرن التاسع عشر. وفي تصريحات لوكالة A24يرى الباحث في الحضارة الإسلامية غفران حسايني، أن ابتعاد الجامع المعروف بمنهجه الوسطي والمعتدل، عن مسلك التطوير، أدى إلى انحسار دوره في الوقت الراهن، وهو أمر أسهم في ظهور التيارات المتطرفة الدينية وانتشارها وتغلغلها في المنطقة العربية والمغاربية بصورة خاصة.
لائحة المشاهد:
مقابلة (غفران حسايني-باحث في الحضارة الإسلامية):
“جامع الزيتونة ليس معلما تونسيا فقط ولا حتى مغاربيا ولا حتى أفريقيا بل هو معلم عالمي فهو كان جامعة تدرس فيها العلوم العقلية والنقلية وعلوم الشريعة، أو ما يسمى في الأكاديميات المعاصرة علم اللاهوت والدراسات الدينية، وهو أول جامعة تأسست في العالم بأسره، وأنجب ثلة من العلماء، خاصة علماء الشريعة، باعتبار مرجعية الجامع الدينية إسلامية سنية”.
مقابلة (غفران حسايني-باحث في الحضارة الإسلامية):
” يسمى بالجامع الأعظم لأن صيته يمتد على كامل البلاد التونسية، وكامل المنطقة المغاربية، ولا يوجد جامع أعرق من جامع الزيتونة، ولا توجد فروع لجامع آخر توازي فروعه التي كانت تمتد في كامل البلاد التونسية، ووصلت إلى الجزائر والمغرب، وهو الجامع الأعظم لأنه لا يعادله جامع في كامل المنطقة المغاربية والمنطقة الأفريقية بشكل عالم، وفيه يُدُرَّسُ القرآن الكريم وعلم التفسير والتأويل والعلوم العقلية، وابن خلدون الذي أسس علم الاجتماع تخرج من جامع الزيتونة المعمور”.
مقابلة (غفران حسايني-باحث في الحضارة الإسلامية):
” تاريخ تونس المعاصر والحديث له ارتباط عضوي ووثيق بجامع الزيتون فالحركة الوطنية نشأت هنا والتحركات ضد الاستعمار الفرنسي والمقاومة الثقافية كما يسميها بعض المؤرخين للتجنيس والفرنسة انطلقت من جامع الزيتونة، وأول المجلات في الصحافة التونسية تأسست عن طريق شيوخ جامع الزيتونة، منها المجلة الزيتونية في الثلاثينيات، وقبلها مجلة الحاضرة آخر القرن التاسع عشر”.
مقابلة (غفران حسايني-باحث في الحضارة الإسلامية):
” اليوم؛ الحقيقة فقد الجامع الكثير من بريقه العلمي، وفقد الكثير من تأثيره الحضاري، وربما أنا كباحث في الحضارة والإسلاميات أعتقد أن ظهور التيارات المتطرفة الدينية وانتشارها وتغلغلها في المنطقة العربية والمغاربية، وتحديدا في تونس، كان نتيجة انحسار دور جامع الزيتونة، وتوقف التعليم الزيتوني بمنهج وسطي معتدل، والانزياح أيضا عن مسلك التطوير، فهو ليس ملك للتونسيين فقط، بل هو ملك للحضارة الإسلامية ككل وإشعاعه جزء من إشعاع الحضارة الإسلامية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.