المكان: تونس-تونس
اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:06:18
الصوت: طبيعي
المصدر وكالة A24
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 21-04-2022
المقدمة
يعتبر تقطير أزهار القوارص / الحمضيات/ بالطرق التقليدية من الحرف التي يتوارثها سكان الوطن القبلي التونسي جيلا بعد جيل. واختارت رانية منصور من نابل أن تحول الحرفة التي تعلمتها من جدتها إلى مصدر رزق لها ولأسرتها، وأطلقت على مشروعها المنزلي اسم “الزمنية”، وهي ما يترسب في قاع الخابية في دلالة على المحافظة على التراث. وتطمح رانية من خلال مشروعها لبلوغ العالمية باعتماد ذات الوصفة “الزمنية”. وتتمسك رانية خلال عملية التقطير بكامل الطقوس التي ورثتها، لإيمانها المطلق بأن جميع مراحل العملية كلٌّ لا يتجزأ.
لائحة المشاهد
مقابلة (رانية منصور-خبيرة بتقطير الزهور):
“الزمنية هو اسم يعني شيئا من قاع الخابية كما نقول في اللغة التونسية وهي شيء تقليدي 100٪ وهو مشروع عائلي بدأته مع زوجي، وبدأنا بكل ما هو منتوج محلي لمدينة نابل، وهي مدينة معروفة كثيرا بالزهر وتقطير الزهر، خاصة زهرة اللارنج أي زهرة شجرة اللارنج، وتقطير الزهر تعلمته من جدتي رحمها الله”.
مقابلة (رانية منصور-خبيرة بتقطير الزهور):
” تعلمناه عن الجدود بطريقة تقليدية كما هو لم نغير فيه شيئا، فقط غيرنا الأنبوب الذي يمر عبره الزهر، ليكون من حديد الاينوكس وهو شيء صحي 100٪. والحقيقة أن أجدادنا لم يتركوا شيئا فيه منفعة إلا واستفادوا منه، والزهر كله منفعة للجسد وللصحة والحرارة للأطفال وقد تركوا لنا العديد من القواعد الجيدة للتقطير”.
مقابلة (رانية منصور-خبيرة بتقطير الزهور):
“الزهر يبدأ العمل عليه في شهر مارس وحتى أواخر شهر أبريل/ نيسان، والحق أن تلك الفترة هي فترته، والناس تستعمله كثيرا، والتونسيون يحبونه كثيرا فعندما نقول الزهر يقولون لك “إن شاء الله ربي يزهرها معك” وهو ما نقوله دائما أي بمعنى إن شاء الله يعطيك الحظ الوفير”.
مقابلة (رانية منصور-خبيرة بتقطير الزهور):
” نحن نستعمله في الأكل وأيضا لأطفالنا والتونسيون يستعملونه بكثرة والفترة هذه فترة ذروته فالجميع يطلبه وكميات كبيرة فهناك من يأخذ “فاشكة” (القارورة التي يوضع فيها الزهر)، فيها لترين. وحتى السياح يحبون الزهر وقد صنعت لهم عبوات صغيرة لكي يتعرفوا على المنتوج التقليدي التونسي”.
مقابلة (رانية منصور-خبيرة بتقطير الزهور):
” الزهر كله له طقوسه وعاداته بداية من عملية الجني، فجدتي كانت قد علمتني كيف أقطّر ولكن حتى عند الجني في حقلها كنا نغني أغاني معينة ونصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام ونبخر ونطبخ أكلا لذيذا وتجتمع العائلات، فسابقا لم نكن نحضر عمالا للجني، بل كنا نحن نجمعه. وهناك من يقول عند وضع القطّار لا بدَّ أن تقوم بذلك سنويا فإذا وضعته سنة واحد فسيحمل رأس شخص بمعنى أن هناك من سيتوفى في العائلة ولذا يجب تكرار ذلك سنويا ولا نزيله من البيت والقطار لا يحب العينين، فعندما تبدأ الخيوط أو القطرات الأولى /وهنا أشير إلى بعض الكلمات الخاصة فمثلا 4 كغ زهر لا نقول عنها 4 كغ، بل نسميها وزنة والخيط وهي قطرات الزهر/، وهنا أعود فالخيوط تغطيها بمنديل أو شيء ما فعندما يدخل شخص ما، لا يجب أن يرى الخيط او القطرات، فيقول ماشاء الله وعندها تنكسر الفاشكة أو القارورة وهي أشياء نؤمن بها نحن فقط. نضع البخور ونصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام ونسمي باسم الله، ويجب أن تكون العملية كلها بستر الله والشخص الذي يقطر نخاف عليه وندعوه لكي يحافظ على نفسه ولا تترك الناس تراك ولا تحمل النحاسة أمام الناس ولديهم الحق. فالنحاسة التي فيها 18 كغ وفيها 4 كغ زهر وتزيد عليه كمية المياه وتحملها امرأة فليس أي امرأة قادرة على ذلك. ومن يرى العملية ككل يقول عنها متعة عن بعد ولكن فيها الكثير من التعب والكثير من الصبر وحبا لهذه العملية فأنت تعطيها منك ومن قلبك وروحك وليس أيا كان تعطيه الثقة ليدخل إلى ورشتك فأنا مثلا أُدخِل لمكان التقطير فقط زوجي أو أبي أو أمي أو شخص فيه الثقة وقلبه صاف فهو قطّار وقطرات من الزهر لكي تجمع فاشكة من لترين بمعنى أنها اجتمعت قطرة قطرة، وهنا الكثير من الصبر ويجب أن تحافظ عليه كما تحافظ على طفل صغير وانت تعمل على أن يكبر”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.