تونس- صناعة السعف في تونس حرفة تقليدية تقاوم الاندثار

811

المكان: تونس-تونس

اللغة: العربية

مدة التقرير:  00:06:13

الصوت: طبيعي

المصدر وكالة A24

الاستخدام: مشتركو وكالة A24

تاريخ تصوير المادة: 04/03/2022

المقدمة

تعد صناعة السعف من أبرز الصناعات التقليدية التي تمتاز بها مدن الجنوب التونسي، التي تزخر بواحات النخيل، فالنخلة الكريمة بثمرها المغذي واللذيذ، كريمة أيضا بخشبها وسعفها الذي يُعتمد منذ عصور لصناعة السلال والمظلات، وأيضا تصنع منه أنواع من السجاد والأربطة القوية. وتحتاج صناعة السعف إلى قوة تركيز، وطول البال. وهي حرفة كانت نساء الجنوب التونسي يتعلمنها منذ الطفولة، لكنها اليوم تشهد تراجعا بسبب ضعف الإقبال عليها كون المردود المتأتي عنها ضعيف. وتقام سنويا بعض المعارض التراثية في العاصمة التونسية يكون فيها أجنحة مخصصة لهذه الصناعة. وتختلف المنتجات باختلاف أنواع النخل المأخوذ منه السعف،وهناك عدة أنواع مثل “البوحطة”، و”الكنتاية”، و”الخلطاية”، وكل نخلة وإنتاجها وجودته، وأفضل نخلة هي “البوحطة” فالمظلات، والضفرة الرقيقة، والعمل الصعب يكون بها، وهي غالية التكلفة، ويصل الكيلوغرام منها إلى 50 دينارا.  وأيضا يختلف السعف باختلاف أجزاء النخلة المأخوذ منها، فما يؤخذ من لب النخلة يكون أبيض اللون، أما من أطرافها فأخضر. وتعمد المشتغلات بهذه الحرفة إلى تجفيف السعف قبل البدء بالعمل عليه.

لائحة المشاهد

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

“هذه الصناعة التقليدية تسمى صنعة السعف ونحن في الحامة (مدينة بمحافظة قابس في الجنوب التونسي) كلنا حرفتنا السعف، تعلمتها في منزلنا وبين أهلي ومن والدتي، وكان عمري عندها 6 سنوات، وقد بدأت عندها العمل معها، والحمد لله فهناك في تلك المدينة لا منتوج لنا سوى السعف، حيث لم يكن لدينا عمل شهري أو أي دخل، بل كان لدينا تلك السعفات من غابة النخيل، وعندما ينتهي كنا نشتريه، والحقيقة أننا عشنا من أرباح تلك الحرفة. وأنا لي تقريبا منذ سنة  1958، أعمل في هذه الحرفة، ولم أتركها أبدا، إلا عندما أتيت إلى هنا في تونس، حيث بقيت حوالي 4 أو 5 سنوات لم أعمل، ولكن عندما بدأ أولادي بالدراسة والظروف كانت صعبة عدت للعمل فيها”.

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

“أول مرة كان في 2003 أو هي في 2002 حيث دعاني أحدهم للمشاركة في معرض الكرم، وكان لدي القليل من المنتوجات فأخذتها واتجهت إلى المعرض، حيث فرحوا بي، وساعدوني وشجعوني، والسنة التي تلت كان نفس الشيء، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعمل وأحتفظ وبقيت لحالي خمس سنوات أشارك في المعرض، دون دفع أي رسوم، والحمد لله كان لدي أرباح منها، وأصبحت أشارك في كل المعارض، من ذلك نهج مرسيليا في كل شهر مرة لـ10 أيام، وأيضا في سيدي بوسعيد وفي طبرقة أيضا شاركت وفي الكرم سنويا، وفي باب سويقة تحصلت على الجائزة الأولى في السعف”.

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

” كل هذه المواد من عصي وسعف وكل شيء أجلبه من مدينة الحامة. والسعف هو من قلب النخلة، نأخذه ونقوم بتجفيفه، ونتركه فترة ثم يصبح أبيض اللون، إذا كان من القلب، أما إذا أخذناه من جانبي النخلة فسيكون لونه أخضر،  والنخيل يختلف فهناك “البوحطة”، وهناك “الكنتاية”، وهناك “الخلطاية”، وكل نخلة وإنتاجها وجودته، وأفضل نخلة هي “البوحطة” فالمظلات، والضفرة الرقيقة، والعمل الصعب يكون بها، وهي غالية التكلفة، فالكغ يصل إلى 50 دينارا، وكان سابقا بين 18 و29 دينارا، ولكن مثلا في المعرض الماضي عرضت علي فتاة بيع كغ من سعف هذه النخلة بـ50 دينار”.

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

” السعف نأخذها من القلب و”نشلِّخها” أي نفتحها ونقسمها فهناك سعفة على ثلاث وأخرى على أربعة وأخرى على اثنين، وأيضا على خمسة، وهذا يكون مرتبطا بعرض وكبر السعف. إذا اشلِّخها وأصنع منها إما مروحة أو سلة (قفة)، أو مظلة، أو محفظة أو حقيبة وكل منتوج لديه فكرته وطريقة صناعته. فالقفة أو السلة وحدها وهذه شريطة القفة حيث نجدلها وهذه تصنع بجديلة تسمى الشُرَّاف وهي صعبة بعض الشيء”.

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

“أنت وقدرتك الذهنية؛ فإن كان ذهنك خفيفا فستتعلمين بسرعة، وقد علّمت فتيات في عدة مناطق من تونس، منها شبدَّه وفي المونفلوري وأيضا في الدندان، وكل وذهنها، فهناك فتيات يخطفن الصنعة، وهناك من لا يتقنها، وأيضا علمت هنا في منزلي فالمندوبية الجهوية للصناعات التقليدية في باب الجديد أعطتني 20 فتاة؛ لكي أعلمهن، ولم يبق منهن سوى 7 أو 8، والبقية رفضن متابعة التعلم، وكنت حتى قد اقترحت عليهن أن أجلب لهن السعف، وأمولهن به فقط اعملن، وإذا أردتن التسويق لوحدكن أو أردتن أساعدكن في التسويق في المعارض، ولكن معظمهن لم يحببن هذه الحرفة، فهي لا تدر الكثير من المال، ورفضن المواصلة إلا البعض منهن”.

مقابلة (دريّة خضري-حرفية سعف):

” حقيقة ابني طلب مني عديد المرات التوقف بسبب العمر، ولكنني لا أستطيع فهي هواية أيضا، وإذا لم أعمل أصاب بالمرض، ودائما أريد أن أعمل ولا أرغب سوى أن أجلس في مكاني هناك، وأجدل السعفات، وإذا ذهبت إلى بيت أحد أبنائي، وبقيت جالسة دون عمل لا أكون بخير، وأسرع بالعودة إلى منزلي، لأمسك قفتي وسعفاتي وعندها أشعر بالسعادة”

لتحميل المادة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.