تونس : قصر الزهراء قصر ملك تونس أحد أقدم المباني الذي بني في عهد أبو زكريا الحفصي

6

المكان – تونس

اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:02:04
الصوت: طبيعي
المصدر: مكتب وكالة A24 في تونس

الاستخدام: مشتركو وكالة A24

تاريخ تصوير المادة :23/10/2023

 

 

في عام 1910 بتكليف من الحكومة الأسبانية، قام المهندس الأسباني (بلاسكث بوسكو) بالقيام بأعمال الحفر في شمال غرب مدينة قرطبة، واكتشف خلال الحفر رسوم مدينة كبيرة يبدو أنها ذات رخاء وازدهار كبير، كانت هذه المدينة المكتشفة هي مدينة الزهراء، ومن خلال الحفريات تم عمل تصميم تقريبي للمدينة لتبدو بفخامتها أنها سبقت عصرها بكثير، وقام العالم الفرنسي (جورج مارسيه) بتأليف أهم مؤلفاته عن العمارة الإسلامية وهو (الفن الإسلامي) من خلال هذا الاكتشاف، والذي سلط الضوء فيه على أهم الصفات الجمالية للعمارة الإسلامية ويعتبر هذا الكتاب من المراجع المهمة في العمارة الإسلامية.

ما قصة الزهراء؟

أراد (عبدالرحمن الناصر) الخليفة الأموي المولع بالبناء، بناء قصور لإظهار المستوى الاقتصادي والاجتماعي الرفيع التي بلغته الأندلس في عهده، فتوجه بعيدًا عن قرطبة بخمسة أميال، اختار أفضل المهندسين وكان معه في كل ذلك ابنه وولي عهده الحكم، وشرع بالبناء، حقيقة هي ليست مجرد قصور ملكية فاخرة، بل مدينة متكاملة، الإبداع الجمالي فيها أنها بنيت على ثلاثة مستويات، المستوى الأعلى القصور وقد كانت غاية في الفخامة والجمال، والمستوى الأوسط عبارة عن حدائق غنّاء، أما المستوى الأدنى فيوجد المسجد وبيوت الخاصة والحرس.

كانت مدينة الزهراء على شكل مستطيل طوله 1500 متر وعرضه 750 مترًا، وتأتيها المياه العذبة عبر قنوات من الجبال التي تبعد عنها ب 80 كيلو مترًا، ويبلغ عدد الأعمدة الرخامية في القصور 4313 جلبت من قرطاجة وتونس وبلاد الروم ويوجد بعض الأعمدة منها معروضة في المتحف الإسلامي في الدوحة.

وحيث إن المشروع من الضخامة بمكان فقد احتاج لسنوات طويلة لإنجازه، حيث استمر البناء مدة أربعين سنة، وانتهى التشييد في عهد ابنه المستنصر، وكانت التكلفة كبيرة جدًا، حيث كلف المشروع ثلث الميزانية العامة للدولة مدة 17 عامًا.

 

بعد وفاة الناصر كُتبت الكثير من الإشادات حول هذا الخليفة المولع بالبناء والتشييد، حيث تم إدخاله أخيرًا في أسبانيا في قائمة من أعظم مئة ملك حكموا شبه الجزيرة الأسبانية، ولعل من أجمل المقولات التي قيلت في حقه ما ذكره المؤرخ الهولندي المشهور (رينهارت دوزي) حيث قال:

«إن الناصر يعتبر من عداد الملوك العصريين، وليس خليفة من خلفاء القرون الوسطى، حيث إنه تحلى بصفات الديمقراطية والأخذ بأسباب المدنية، وهي الصفات التي نفرق بها بين الملك العصري والملك القديم».

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.