فلسطين – حرفي تنجيد في غزة يحافظ على مهنته ويقاوم اندثارها
المكان: غزة-فلسطين
اللغة: العربية
مدة التقرير: 00:06:13
الصوت: طبيعي
المصدر: مكتب وكالة A24 في غزة
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 21/ 07/ 2022
المقدمة
تعتبر مهنة التنجيد العربي من الحِرفِ التي تقاوم الاندثار في قطاع غزة، ويحرص أصحابها على أن تبقى صامدة من خلال توريثها لأبنائهم، وتعليمها لمن يرغب. ويبذل سليم العكلوك ذو الخمسة والخمسين عاما، جهودا حثيثة للمحافظة على هذه المهنة التي ورثها عن آبائه وأجداده منذ أربعين عاما، وتعد مصدر دخله الوحيد الذي يعتاش منه مع أسرته المؤلفة من ثمانية عشر شخصا. ويشير سليم إلى أن مهنة التنجيد كانت منتشرة في قطاع غزة إذ لا يخلو بيت من الفراش العربي القديم، فقد كان الجميع يعتمد على اللحاف والوسادات المصنوعة من الصوف الطبيعي والقطن. ويؤكد سليم الذي يعتبر من آخر الحرفيين الصامدين في القطاع، على أن إقبال الناس على تنجيد مفروشاتهم القديمة وتجديدها، ما يزال قائما، لا سيما في ظل سوء ءالأوضاع الاقتصادية التي تحرمهم من إمكانية اقتناء مفروشات جديدة، وهو أمر ساعده في المحافظة على مهنته. ويعمد سليم في مهنته إلى ندف الصوف والقطن عبر ماكينات مخصصة، قبل أن يعيد تشكيله بالإبرة والخيط داخل القماش المختار بعناية للمحافظة على جودة الحشو، وإعطاء برودة في الصيف، وحرارة في الشتاء. وينوه ابن الحرفي سليم الذي يساعد والده في عمله بأن للقطن والصوف فوائد كبيرة إذ يساعد على منح الإنسان راحة لجسمه أثناء النوم، فلا يشكو من آلام العضلات والعظام. وييستذكر سليم كيف كان المنجد يذهب إلى البيوت قبيل الأعراس لتنجيد المفروشات، حيث يُستقبل بالكرم والضيافة وتوزيع الحلويات. ومن المشاكل التي يعاني منها الحرفيون في هذه الأيام الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي مما يقلص ساعات عملهم ويقلل الإنتاج، إضافة إلى منافسة المنتجات الحديثة من جهة رخص أسعارها بالمقارنة مع المشغولات اليدوية.
لائحة المشاهد:
مقابلة (سليم العكلوك-حرفي تنجيد وصاحب محل قديم في غزة):
“هذه الصنعة ورثتها على والدي، كان عمري وقتها تقريبا اثنتي عشرة سنة، وما زالت تعتبر مصدر دخل ومعيشة لي وعمري الآن خمسة وخمسين عاما، أقوم بتنجيد اللحافات والفرشات والوسادات، وكل ما يتعلق بفرش البيت نقوم بإنجازه، أحيانا يجلبون لنا لحاف صار قديما أو اتسخ، نعمل على إعادة شغله وتجديده، ومن يريد لحاف جديد نصنعه أيضا، وأحيانا يطلبون فرشة خفيفة لوضعها فوق فرشة النوابض. المخدات المصنوعة من القطن أفضل ما يكون صحيا، ولحاف القطن أيضا صحي، والفرشة من القطن صحية أيضا، مهما تطورت المنتجات الحديثة يبقى فراش القطن هو الأفضل. وعندي استعداد أن أعمل مقابل القليل من الدخل ولا أخسر هذه المهنة، لأنني أرغب في المحافظة عليها… زمان عندما كنا نذهب إلى الأفراح كان الجميع يحتفل بقدومنا، بالزغاريد وتوزيع الحلويات… هذا القطن الذي تراه أمامك عمره خمسين عاما.. وقمت بإعادة تنجيده وتجديده.. فكيت الغطاء القديم وقمت بتفصيل آخر جديد له، فبات قطعة جديدة فلعيا.. لأن القطن لا يخرب مع الوقت…. أحيانا تأتي منتجات من نسل الخيطان أو صوف الخاروف.. نعمله جميعا مهما كانت المادة..”.
مقابلة (عبد الكريم العكلوك-ابن سليم ومساعده في الورشة):
“أساعد والدي دائما في مهنة التنجيد، لأنه على الرغم من أن هذه المهنة مطموسة وليس لها سوق كبيرة في وضعنا الحالي، لكن ورثنا هذه الحرفة أبا عن جد، وفي وضعنا الحالي بدأت هذه الصنعة بالانقراض، لكننا رغم ذلك نحاول المحافظة عليها ونكافح لبقائها، أغلب الناس لم تعد تبحث عن التنجيد، رغم أن منتجاته أفضل صحيا وطبيا، وباتوا يبحثون عن المنتجات الجاهزة، رغم أنها من مواد صناعية بينما القطن مادة طبيعية، تمتص عرق الإنسان أثناء النوم، بينما الصناعية لا تمتص بل على العكس تسبب أوجاع في الرأس”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.