الأردن-مئة ألف طفل أردني يجبرهم الفقر على العمل بأجور زهيدة
المكان: عمّان-الأردن
اللغة: العربية
مدة التقرير:00:05:37
الصوت: طبيعي
المصدر: مكتب وكالة A24 في الأردن
الاستخدام: مشتركو وكالة A24
تاريخ تصوير المادة: 04/ 08/2022
المقدمة
لا المكان مكانهم ولا الزمان زمانهم.. أطفال أجبرتهم الحياة على أن يسبقوا أجيالهم بأعوام، ليحملوا على عاتقهم مسؤولية إعالة أسرهم، فيكبروا قبل أوانهم، معرّضين أنفسهم للخطر من أجل تحصيل لقمة العيش بشق الأنفس. عمل شاق يقوم به أولئك الأطفال يفوق طاقتهم بمراحل؛ لإعالة أسرهم الفقيرة، بينما يقف أولياء أمورهم عاجزين عن أي خطوة تخفف معاناتهم، ولسان حالهم يقول: “لا يجبرك على المُرّ إلا الأمَر”.
ارتفع عدد الأطفال العاملين في الأردن من ستّة وسبعين ألفا في عام ألفين وستّة عشر وفق آخر إحصائية رسمية صادرة عن وزارة العمل، ليصل إلى مئة ألف في عام ألفين وواحد وعشرين، وذلك عائد بحسب رأي الخبير العمالي ومدير مركز دراسات بيت العمال حمادة أبو نجمة، إلى فقدان نحو مئة وواحد وتسعين ألف شخص لوظائفهم بسبب الإغلاقات الناجمة عن جائحة كورونا، وارتفاع نسبة الفقر بين السكان،وتُظهر الوقائع مواجهة أولئك الأطفال أثناء عملهم العديد من المخاطر التي تهدد بتعرضهم لإصابات أو حتى عاهات مستديمة في بعض الحالات، إضافة للعبء النفسي المترتب على تحملهم المبكر لمسؤولية إعالة أسرهم، وفقدانهم لأبسط حقوقهم في التعليم.
لائحة المشاهد:
مقابلة (محمود إبراهيم /14 سنة/-طفل عامل في مجال قطع السيارات):
“أنا أعمل لأساعد أهلي،وأوفر مصروف للبيت من أكل وشرب ولتأمين مستقبلي، ولا أريد أن أبقى جالسا في البيت فيما ينحصر تفكيري بأنه لا يوجد مال لكل ذلك”.
مقابلة (عبد الرحمن صدقي /17 سنة/- عامل في مجال طلاء السيارات):
“أعمل حتى لا أحتاج للناس، وإذا شاهدتك الناس تعمل لن يتركوك بحالك، وإذا سرقت ستسجن، وبالكاد نستطيع أن نوفر مصاريف أهلنا، كل يوم الواحد منا يعود للبيت بخمسة دنانير، ويمسكها بحرقة ويحتار ماذا يمكن أن يشتري بها لأمه أو أخته أو أبيه أو لأخيه الدواء الذي يحتاجه، في النهاية ربما يمسكها ويمزقها وتنزل دمعته”.
مقابلة (راتب عزات /14 سنة /-طفل عامل بجمع الخردوات وبيعها):
“عمري أربعة عشر عاما، أتجول في الحارات وبين السيارات الخطيرة، وأمشي بين الشاحنات الكبيرة والصغيرة، لأجمع العلب الفارغة، وعلب الألمنيوم، وأقوم بفرزها بوضع الحديد في مكان والألمنيوم في مكان والنحاس في مكان،تمهيدا لبيعها وتوفير مصاريف البيت”.
مقابلة (حسن الحنيطي-والد طفل عامل وصاحب مغسل سيارات):
“عندي أربع بنات، وولد وحيد يعمل معي؛ لأنني لا أستطيع أن أدفع أجرة عمال، وأطلب من ابني أن يعمل معي لتوفير مصاريفه، ومساعدة والدته فيما لو طلبت منه شيئا، لأنني لا أستطيع وحدي توفير جميع احتياجاتهم”.
مقابلة (محمد الحنيطي /14 سنة/-طفل عامل في مجال غسيل السيارات):
“أنا أتعرض لمخاطر كثيرة، وفي إحدى المرات أحد العاملين وجّه خرطوم مياه إلى عيوني أثناء عملي،ففقدت الرؤية لأكثر من أربعة أيام، كما تعرضت في إحدى المرات للدهس من إحدى السيارات التي كنت أقوم بتنظيفها”.
مقابلة (عزات الخطيب-والد أطفال يعملون بجمع وبيع الخردوات):
“أنا أصطحب أولادي معي ولا أجبرهم، لكنهم يشعرون بأن الوضع سيئ، وأنني لا أستطيع توفير جميع مصاريفهمأو تأمين احتياجاتهم؛ لذلك يخرج كل واحد منهم وبيده “شوال” كيس كبير، لجمع علب الألمنيوم الفارغة وعلب البلاستيك، وبيعها بدينارين ونصف أو ثلاثة دنانير”.
مقابلة (علي الطوباسي-صاحب محل لبيع قطع غيار السيارات):
“يأتينا شباب صغار بين السادسة عشر والسابعة عشر من عمرهم، وأحيانا يكونون برفقة أهلهم،يطلبون أن نسمح لهم بالعمل، ولكننا نرفض؛ لأن طبيعة عملنا صعبة، وتشكل خطرا عليهم،إذ يمكن أن يسقط على الطفل قطع سيارات ثقيلة،وتسبب له الضرر، ولنا أيضا،لذا نرفض أن يعمل لدينا طفل تحت السن القانوني، على الرغم من أن كل ما يطلبه هؤلاء الأطفال مبالغ زهيدة تقدر بين أربعة وخمسة دنانير مقابل العمل ليوم واحد”.
مقابلة (سلطان أبوحطب-صاحب محل قطع سيارات):
“بسبب زيادة الفقر والبطالة في الأردن، أصبح الناس يرسلون أبناءهم للعمل مقابل أي مبلغ مادي، أو دخل بسيط، وأصبح يتردد علينا أطفال بأعمار صغيرة، للعمل مقابل أجور زهيدة جدا”.
مقابلة (حمادة أبو نجمة-مدير مركز دراسات بيت العمال وأمين عام سابق لوزارة العمل الأردنية):
“الأطفال العاملون في الأردن عددهم حاليا فاق المئة ألف طفل عامل، وصدرت في عام ألفين وستّة عشر، آخر دراسة رسمية أظهرت أن هنالك حوالي سبعين ألف طفل عامل،وهذا الرقم تغير بالتأكيد منذ ذلك العام حتى الآن، بسبب ظروف جائحة كورونا، والإغلاقات التي رافقتها، وفقدان أعداد كبيرة من المواطنين لوظائفهم على نطاق واسع”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.