فلسطين- بذراع واحدة.. شابة من غزة تصنع الإكسسوارات لتأمين مصروفها

66

المكان: غزة – فلسطين

اللغة: العربية

مدة التقرير: 00:05:37

الصوت: طبيعي

المصدر: مكتب وكالة A24 في غزة

الاستخدام: مشتركو وكالة A24

تاريخ تصوير المادة: 29/05/2022

المقدمة

بعد حصولها على شهادة التوجيهي، العام الفائت، وقفت ولاء النتيل من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، عاجزة عن إكمال دراستها نظرا للظروف المادية الصعبة لأسرتها، وعدم قدرتهم على تأمين تكاليف تعليمها، وزاد من معاناة الشابة ذات التسعة عشر ربيعا، كونها ومنذ ولادتها تحمل إعاقة في أحد ذراعيها، تجعلها غير قادرة على القيام بكثير من الأمور بمفردها. لكن ولاء لم تيأس، وقررت أن تتحدى هذه الإعاقة، وتمضي في حرفة بدأت بتعلمها، وهي صناعة المشغولات اليدوية… بذراع واحدة تمسك ولاء بالخيط وبعض الخرز  لتصنع مشغولاتها اليدوية وتجهزها لبيعها كهدايا وتذكارات، متسلحة بعزيمتها التي  صنعت بها ما يعجز الأصحاء عنه، دون اكتراث منها لنظرات المجتمع الذي يصنفها عاجزة. وبالاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت ولاء إنشاء متجرها الخاص عبر تلك المواقع، لتسوق منتجاتها بمبالغ قد تبدو بسيطة، لكنها توفر من خلالها مصروفها اليومي في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها سكان المخيم بصورة عامة، وأسرتها بشكل خاص، ويحدوها الأمل بأن تتمكن يوما ما من تأمين المصاريف اللازمة لتكمل دراستها، إيمانا منها بأهمية مواصلة تعليمها، إضافة لتمكنها من تركيب طرف صناعي يساعدها في الأمور الحياتية اليومية، ويمكن أن يسرع من وتيرة إنتاجها. ورغم ضيق منزل أسرتها الذي لا تتجاوز مساحته الستين مترا، استطاعت ولاء تخصيص ركن بسيط منه لإنجاز مشغولاتها.

لوحة المشاهد:

مقابلة (ولاء النتيل-صاحبة مشروع لصناعة الإكسسورات والهدايا):

“حصلت السنة الماضية على الشهادة الثانوية، كباقي الطلاب من أبناء جيلي، وحين جاء موعد التسجيل في الجامعة لم أستطع بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة لأهلي. وأثناء تصفحي لمواقع الفيسبوك والإنستغرام، شاهدت صورا متنوعة لمشغولات يدوية تشبه التي أمامي الآن، وقلت بيني وبين نفسي إن بإمكاني أن أصنع مثل هذه المنتجات، ثم ادخرت مبلغا صغيرا من مصروفي، واشتريت الأغراض اللازمة كي أبدأ، وبالفعل صنعت أول ميدالية واشترتها خالتي، التي شجعتني حين رأتها على أن أستمر، لأنها أعجبتها وأعجبت كل من رآها، بعدها صرت أعمل قطع أخرى وأصورها، وأنزل الصور على صفحتي في الإنستغرام والفيسبوك، لم يكن أحد يعرف أنني أنا من أنجز هذه الأعمال، لأنهم يعرفون أنني بيد واحدة، ما عدا المقربين والأصدقاء، بعدها تغير كل شيء، والجميع صار يعرفني، ويعرفون أنني أعمل بيد واحدة، وزاد الطلب على ما أنتجه، والناس صار لديهم فضول برؤية عملي أكثر”.

مقابلة (ولاء النتيل-صاحبة مشروع لصناعة الإكسسورات والهدايا):

“رغم الحالة التي أنا فيها، إني بيد واحدة وطرف واحد،  فإن هذا العمل يتطلب وجود ذراعين، ويحتاج إلى دقة كبيرة أيضا، ولا يستطيع أي أحد أن يعمل به حتى لو كانت لديه يدان اثنتان، بدأت واشتغلت وأنجزت كثيرا من القطع،  وفي فترة قصيرة صنعت الأساور، وميداليات تحمل أسماء، وسبحات، وأيضا أصنع بيوت للهواتف المحمولة تحمل صورا حسب الطلب، وهذه المهنة بالنسبة لي هواية أحبها، ومستمرة فيها، وتحولت إلى مصدر دخل لي، ورغم أنه بسيط لكنه مقبول في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها معظم سكان القطاع، وأنا شخصيا لم أستطع إكمال دراستي الجامعية بسبب وضع والدي المادي. أبرز الصعوبات التي أواجهها في عملي، مثلا ربطة الأسوارة لم تنجح معي في بداية الأمر، لذلك كنت ألجأ لوالدي كي يعقدها لي، فقلت لنفسي إلى متى سأعتمد عليه، لماذا لا أتعلم طريقة بمفردي، وكررت المحاولة أكثر من مرة حتى بدأت تنجح معي… أهم أحلامي وطموحاتي أن أركب طرف صناعي وأمارس حياتي بصورة طبيعية مثل أي إنسان عادي”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.